وسط حضور ثقافي وإعلامي لبناني وعربي مميز جاوز 700 شخص، أقيم في قاعة انطوان حرب في قصر الاونيسكو، احتفال لمناسبة مرور اربعين عاما على صدور مجلة "تحولات"، برعاية وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي وحشد من الشخصيات.
افتتح الاحتفال بقص لشريط المعرض "تحولات الفن في زمن الحروب".
بدأ بكلمة مقدمة الحفل الاعلامية نوال الحوار، ثم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ صدور المجلة وتطورها بعنوان: "تحولات من الدكتيلو الى الاون لاين"، تحدث فيه عدد ممن اشرفوا على تحريرها، منهم الرسام سايد يمين، الشاعر بول شاوول والصحافي حسان الزين، الإعلامي حسن حماده والأكاديمي أنور خطار.
ثم قدم الأمين العام للجامعة الثقافية في العالم بيتر الأشقر لناشر مجلة "المنبر" ورئيس مكتب الدرسات العلمية والأمين العام السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والمغترب ورجل الأعمال منصور عازار، كما قدم له الفنان محمد رستم منحوتة فنية من اعماله.
وتم تكريم أصدقاء "تحولات" الراحلين: جورج يمين، بسام الحجار، سايد كعدو، خالد شرتوني، أنطوان القوال، ومخول قاصوف.
وتحدثت بتول الشريف مديرة شركة "ويب بريسبيكتف" عن مشروع تحديث المجلة، مشيرة الى مدى تأثير التحولات التكنولوجية على عالم الإعلام.
كما تحدثت عن مواكبة مجلة "تحولات" للتطورات التقنية، وإعتمادها على الموقع الإلكتروني.
وأعلنت عن انشاء تطبيق (أبلكيشن) "تحولات" "للربط بين الوسط الثقافي ووسائل التقنيات مما سيوفر فرصة وجود "تحولات" مع قرائها دائما".
وألقت عضو المكتب السياسي لحزب "المردة" الاعلامية فيرا يمين كلمة، فقالت: "ان "تحولات" لم تتحول بل تطورت".
اضافت: "لقد زادت هيبة "تحولات" بعد مرور 40 عاما، كما انها لم تنحن، تلتزم الثقافة تطبيقا، ولهذا لم تقع في فخ الطبقية الثقافية التي تشبه الطبقية المالية".
ولفتت الى "تطرق "تحولات" الى مواضيع يقال انها محرمة ومنها الدين والدنيا والعلمانية والفكر والتكفير والعرقيات من معاناة الارمن الى معاناة الاكراد اليوم".
وقالت: "ان مجلة "تحولات" مقاومة، ومقاومتها خيار وقرار. كانت مجلة عارية وحافية، وتركت للثقافة الملتزمة بالوطن والحرية بقعة ضوء. لنكن واضحين اذ لدينا جميعا مهمة ضد التكفير".
وألقى الدكتور حسن حمادة كلمة تحدث فيها عن تجربة "تحولات" واصفا هذه التجربة "بالمواجهة مع عالم المال، اذ ان رأسمال المجلة كان معنويا".
وقال: "كانت تجربة، وتلتزم بقضايا الشعب والوطن والامة، فاختارت ان تبقى كما هي".
ورأى "انه لا قيمة لشيء عندما تزول الاوطان"، مشددا على "اولوية الارض ووحدة الشعب دونما تفريط بهذه الاوطان انتقاما من الانظمة الفاسدة".
وأشاد "بالاجواء المهنية والانسانية والاخلاقية التي سادت في مجلة "تحولات" خاصة من تضحيات سركيس ابو زيد احد مؤسسيها والمشرف عليها اليوم".
وختم منتقدا "سياسة الغرب الذي لا ينتج سوى داعش لأن قيم الغرب ستتساقط"، منوها بالمقاومة في لبنان وبدورها.
وتحدث الكاتب نصري الصايغ فتحدث عن صاحب "تحولات" سركيس ابو زيد ، وقال: "ان له تحولاته"، متسائلا: "ماذا فعلت ايها الرجل طيلة اربعين عاما؟ ان تفاؤلك النهضوي لم يجد لك مكانا في بلدك".
وإذ انتقد "سطوات السلطة والسياسة"، سأل: "اين كان الوطن منذ 40 عاما؟ واين العلمانية التي تداعت"؟
وقال: "لا حرية ولا مواطنة مع كل هذا الكلام".
واضاف: "عملت كل القوى اكثر من نصف قرن على استبدال الانسان بكل ما اوتيت من قوة".
واخيرا، ألقى مؤسس وصاحب "تحولات " كلمة شكر فيها الحضور، قائلا: "مشاركتكم تعبير عن صداقة صادقة وتضامن مع الثقافة في زمن نشهد فيه موت الانسان تحت ضربات الاستعباد والاستبداد والارهاب التكفيري.
واكد "ان "تحولات" نجحت "بأن تكون تجريبية تطوعية وطليعية، فلم تتمأسس في كيان قائم على الوظائفية مما يؤدي الى النمطية والتقليد، لكنها لم تنجح كثيرا بكسر كل القيود، ولم تتمكن احيانا من كسر الصمت ضد الظلم والظلامية"، معاهدا "ان تكون "تحولات" اكثر حرية لاحترام حق الاختلاف وان تكون اكثر جرأة في الدفاع عن الحق في الحياة، وان تكون اكثر جذرية في مواجهة التكفير والالغاء والانعزال والطائفية والصهيونية والتبعية، وان يبقى هدفها الانسان اولا، ونبراسها العمل من اجل مجتمع جديد".